نصائح لمنزلٍ آمن وسليم
قيل في يومٍ من الأيّام: "لا شيء أهم من منزلٍ مريح، آمن وسليم."
المنزل هو المكان الأكثر راحة للعيش، حيث يشعر جميع أفراد الأسرة بالسلام التام، سواء كانوا يقومون بأعمالهم اليوميّة أو ببساطة يسترخون. ومع ذلك، هناك الكثير من التهديدات والأخطار المحتملة التي قد تلحق الضرر بنا إن لم يتم التحقق منها. قد تكمن الفيروسات والبكتيريا والجراثيم المختلفة بالقرب منّا من دون علمنا. يمكن أن تتعرّض المنازل أيضًا للأشعّة. وبالتالي، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائيّة لضمان منزل آمن وسليم.
لنفهم أوّلاً النصائح العامّة التي يجب اتّباعها.
1. التهوئة وجودة الهواء مهمّة للغاية
يتم بناء المنازل الحديثة بطريقة لا تسمح بتدفّق كميّة كافية من الهواء. هذا يعني أنّ المنازل يجب أن تكون مكيّفة. وهذا يعني أيضاً أنّها تصبح عرضةً للبكتيريا نظراً لوجود ضوء شمس أقل وتدفّق أقل للهواء. من الحقائق المذهلة أنّ الهواء داخل المنزل يمكن أن يكون أكثر ضرراً من الهواء الخارجي. هل تذكر معطّر الجو الذي يجعل رائحة منزلك زكيّة؟ هذه ليست سوى مواد كيميائيّة تضر أكثر مما تنفع. يمكن أن يتسبّب الاحتفاظ بجميع أغراضك، خاصّةً خلال الرياح الموسميّة، في تراكم العفن والمواد المسبّبة للحساسيّة التي تؤدّي إلى تدهور جودة الهواء.
إذاً ما الذي يمكنك فعله؟ يجب عليك استخدام النباتات الداخليّة التي تعزّز الهواء النقي في منزلك. أبقِ النوافذ مفتوحة خلال النهار، بدلاً من تشغيل المكيّف طوال اليوم. إذا كنت تريد التخلّص من الروائح، يمكنك استخدام منتجات تنقية الهواء العضويّة أو ببساطة وضع علبة من صودا الخبز في العراء. يمكنك أيضاً استخدام أجهزة تنقية الهواء التي يمكن أن تساعد في تصفية الملوّثات الهوائيّة. قد تساعدك مكنسة كهربائيّة مزوّدة بفلتر HEPA على تنظيف الغبار وحبوب اللقاح عن مختلف الأسطح. تأكّد من خلو منزلك من الدخان واستخدام أحذية غير التي تنتعلها عندما تكون داخل المنزل.
2. الحفاظ على نوعية مياه جيدة
سواء كنت تستخدم الماء للشرب أو للاستخدام اليومي، فمن الضروري أن تكون آمنة للاستهلاك. فغالباً ما تتأثّر جودة المياه التي تتدفّق إلى المنازل. تعاني العديد من الأماكن من مشاكل الماء العسر، أي أنّ الماء يحتوي على الكثير من المعادن التي يمكن أن تسبب التقشّر والترسّبات ويمكن أن تجعل التنظيف صعباً للغاية. تؤثّر جودة المياه أيضاً على أداء الأجهزة الأخرى.
سوف نخبرك ما يمكنك فعله من ناحيتك. قم بتركيب فلتر لإزالة الملوّثات من مياه الشرب. احرص على تغيير الفلتر بشكلٍ دوري حيث يمكن أن تتراكم البكتيريا التي يمكن أن تتسرّب إلى الماء. استخدم منقّي الماء لجعل المياه صالحة للاستخدام. إذا كنت ترغب في حمل مياه الشرب وتخزينها، فاستخدم زجاجات الفولاذ المقاوم للصدأ حيث أنّه يمكن للزجاجات البلاستيكيّة إطلاق مواد كيميائيّة ضارّة إذا أعيد استخدامها لفترة طويلة.
3. تقليل الأشعّة
مع عدد الأجهزة التي نستخدمها اليوم، من الطبيعي أن يكون هناك تعرّض كبير للأشعّة التي يمكن أن تؤثّر على صحّة المرء على المدى الطويل. يجب البقاء على مسافةٍ من التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر. ابحث دائماً عن شاشات مثل الثنائيّة الباعثة للضوء والشاشات غير اللامعة التي لا تضغط على العيون. حاول الحد من تعرّضك للأجهزة الإلكترونيّة. البطّانيّات الكهربائيّة رائعة للتسخين ولكنّه ينبعث منها حقلٌ مغناطيسي. وهكذا، عندما تخلد إلى النوم، اعمد إلى
إيقافها. تجنّب وضع هاتفك بجوار وسادتك ولا تستخدم سمّاعات الرأس اللاسلكيّة لفترة طويلة لأنّ الإشارات تعتبر مسبّبة للسرطان. استخدم ساعة تعمل بالبطاريّة بدلاً من الساعة الكهربائيّة إن أمكن. يمكن أن يصدر الميكروويف أيضاً أشعّة ضارّة ، خاصّةً إذا كان به خلل. تأكّد من وضع غطاء فوق الطبق الذي تريد وضعه في الميكروويف ولا تتكئ على الجهاز. قم بإيقاف الواي-فاي أو الأجهزة غير الضروريّة أو الأجهزة المتّصلة بالكهرباء في الليل.
4. منع تراكم العفن
يمكن أن يتشكّل العفن بسهولة، خاصّةً في الحمامات. أي نوع من التسرّب والرطوبة والفيضانات يمكن أن يسبّب العفن في المنزل.
هناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتّخاذها بدورك لحل هذه المشكلة أو منعها. استخدم مروحة العادم في حمّامك للتخلّص من الرطوبة بعد الاستحمام. لا تترك المناشف معلّقة. تأكّد من إصلاح أي أنابيب مسرّبة. قم بإزالة صواني التقطير تحت أجهزة التكييف والثلّاجات. امسح أي تكاثف للماء في منزلك. تأكّد من بقاء الأواني والأنابيب الخاصّة بك جافّة عند عدم الاستخدام.
سوف نشرح لك الآن عن كيفيّة الحفاظ على نظافة المنزل والمطبخ وغرف النوم والحمّامات.
الحفاظ على نظافة المنزل
هناك مناطق معيّنة تحتاج إلى الانتباه. يتم لمس مقابض الأبواب وأجهزة التحكّم عن بعد من قبل الجميع تقريباً ويمكن أن تحمل بكتيريا المكورات العنقوديّة. امسح المقابض في منزلك بالمنظّفات وستكون قادراً على منع الأمراض.
تأكّد من أنّ منزلك لا يحتوي على عناصر تحتوي على الرصاص الضار الذي يمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحيّة.
قم بتنظيف السجاد بالمكنسة الكهربائيّة لمنع الحساسيّة وتراكم الغبار. إذا كانت سجادتك تنبعث منها المركّبات العضويّة المتطايرة ، فكّر في الاستثمار في جهاز تنقية الهواء أو استخدم نباتات منزليّة تقوم بتصفية السموم.
الحفاظ على نظافة المطبخ
المطبخ هو المكان الوحيد الذي يصبح فيه كلّ سطحٍ مسكناً لمعظم الجراثيم. تتراكم الملوثات في المطبخ حيث تتعرّض باستمرار للطعام المقطّع والرطوبة.
نظّف الإسفنجة بوضعها في غسّالة الصحون. يمكنك أيضاً ترطيبها ووضعها في الميكروويف. اعصرها واتركها تجفّ بشكلٍ صحيح. استخدم قطعة قماش من الألياف الدقيقة لمسح قطرات الماء.
حافظ على ألواح التقطيع الخاصّة بالخضار النيئة واللحوم النيئة منفصلة.
يجب الحفاظ على نظافة وتعقيم جميع الأسطح مباشرةً بعد الانتهاء من الطهي. استخدم المبيّض وامسح المنضدة بالماء والصابون.
قم بتغطية الطعام المكشوف بغطاء واستخدم الدرج القابل للإغلاق المُحكم للتخزين ولا تحتفظ بالقمامة في منزلك لأكثر من يوم.
الحفاظ على نظافة غرفة النوم
يمكن للغبار أن يتجمّع بسهولة في غرفة نومك. إذا كانت لديك حيوانات أليفة في المنزل، قد تتّسخ غرفة نومك بسرعة كبيرة وتصبح مليئة بالوبر. ويمكن أيضاً أن يتسلّل بق الفراش من خلال الزوايا والأركان.
يجب عليك استخدام مراتب بلاستيكيّة قابلة للإغلاق وغسل جميع أغطية الوسائد.
استخدم أعلى درجة حرارة في الغسّالة لغسل جميع الأغطية.
مراتب مفرغة بشكلٍ دوري.
تجنّب تناول الطعام في غرفتك حيث يمكن لفتات الطعام أن تجذب النمل.
الحفاظ على نظافة الحمّام
الحمّام هو أكثر الأماكن عرضة للإصابة بالجراثيم والأوساخ. يمكنك استخدام منظّف المرحاض للحفاظ على الوعاء والمقعد والجدران نظيفة، ولكنّ مقبض الشطف هو جزءٌ واحد غالباً ما يتمّ تجاهله. يمكن أن تنمو العديد من الجراثيم مثل الفيروسة العجليّة في الزوايا.
يمكن أن يتشكّل العفن بسهولة حيث أنّ الحمام به أسطح رطبة. استخدم مطهّراً واغسل ستائر الحمام كلّ أسبوع.
يجب عليك أيضاً مسح الأنسجة والنفايات الأخرى في أقرب وقتٍ ممكن لتجنّب تكاثر الجراثيم.
لا تحتفظ بفرشاة الأسنان وأدوات النظافة بالقرب من الوعاء.
اتبع هذه النصائح للتأكّد من أنّ منزلك لا يزال مكاناً آمناً وسليماً. كلّما كبُر المنزل، زادت جهود التنظيف المطلوبة. ومع ذلك، فإنّ القليل من التنظيف كل يوم يحدث فرقاً كبيراً ويُبقي الأمراض بعيدة.